منتدي راس العيون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم في منتدانا الغالي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا وسهلا بالجميع معنا في المنتدى ان كنت زائرا فلا تتردد في التسجيل وان كنت عضوا فننتظر دخولك ولا تنسو ان تشاركونا بمواضيعكم وردودكم وتبادلكم الاراء 



السلام عليكم ورحمة الله  تعالى وبركاته اهلا وسهلا بكم هذا المنتدى من أجل الارتقاء فلنحسن الانتقاء ولنكثر من العطاء منتدى تربوي  تعليمي تثقيفي رياضي وكذلك للترفيه عن النفس وشامل لأشياء عديدة لا تنسو ان تكونو أعضاءا يساهمون في البناء ونفع الاخرين

 

 {{{{القدس وروايات الحنين}}}}

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ammar_SAT
المدير العام



عدد المساهمات : 160
نقاط التميز : 53815
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 34
الموقع : www.RasElAyoun.Yoo7.Com

{{{{القدس وروايات الحنين}}}} Empty
مُساهمةموضوع: {{{{القدس وروايات الحنين}}}}   {{{{القدس وروايات الحنين}}}} I_icon_minitimeالسبت 6 فبراير 2010 - 21:30


شغلت أطلانطس - تلك المدينة الساحرة المفقودة تحت الماء- أذهان الجميع، لأن للمدن حضارات وحياوات تطاردنا إلى أبد الوجود، كما أن للأماكن المفقودة طعماً خاصاً. القدس هي مدينة أخرى مفقودة، صحيح أنها موجودة، جغرافياً، فوق الأرض، إلا أن العربي الفلسطيني لا يصل إليها، لأن هوِّيته المكانية مقموعة. أحد سبل الوصول المستحيل للمدينة هو الإبداع، لتصبح الروايات المكان الذي يبوح فيه الفلسطينيون بحنينهم إلى القدس، التي اضطروا لمفارقتها، إما برغبتهم، أو بقرارات فوقية أخرى!

القسم الأول من الأدباء خرج من القدس، لظروف عمله، وبالتالي لم تكن القدس محجوبة عنه، قسراً، مما جعل كتاباتهم أشبه بالرثاء، مثل إبراهيم الصوص الدبلوماسي الفلسطيني، الذي عمل مديراً لمنظمة التحرير الفلسطينية في باريس، وفي روايته، المكتوبة بالفرنسية "بعيداً عن القدس"، عرض لتجربة طرد أسرة من بيتها في القدس، عام 1935. وبترك المدينة الأم نعيش معاناة الغربة، كما كتبها عيسى بُلاطة في روايته "عائد إلى القدس" (1998)، وهو الكاتب المقدسي، المهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الذي دارت روايته حول حبيبين في المنفى، وحين توشك المرأة على العودة إلى القدس، تموت، ليقول لها البطل: "لك أقدم لوحة هذا الخريف الأخير، الذي أقضيه في هذه البلاد، وفي المستقبل القريب، بعده أنا عائد إلى الوطن، أنا عائد إلى القدس، ولذكراك يا وداد، بقية حياتي".

الحلم البعيد:
صورة أكثر ألماً تظهر في أعمال الأدباء العاجزين عن العودة، كأعمال ليلى الأطرش، المولودة في قرية بيت ساحور، قرب القدس، حيث صوت حنين الأطرش عالٍ جداً في رواياتها، هي التي تقطن الأردن. إذ أن أغلب أعمالها تدور حول فلسطينيين ناجحين في الخارج، لكنهم يحنون إلى بلدتهم؛ القدس، كما بدا في أولى رواياتها "وتشرق غرباً" (عام 1988)، التي قالت عنها: "أنا لم أعرف كم كانت القدس لي.. بي ومعي.. حتى كتبت روايتي الأولى (وتشرق غرباً)، عام 1986... فتندحر (بيت أمان) - المكان المتخيل والموازي لمدينة مغروسة في أعماقي - وتحتل القدس روايتي.. باسمها، وبكل تفاصيلها الإنسانية، والعمرانية، والاجتماعية". واستمر الحنين في روايتها "مرافئ الوهم" (2005)، عبر قصة الحب، التي بدأت في القدس، ولم تستطع أن تكتمل في المنفى، لأنه هكذا بعيداً عن مدينتك الحقيقية كل المدن مرافئ وهم.

جبرا إبراهيم جبرا، بوتقة حنين كبرى، افتقد وطنه؛ القدس، عبر كل ما كتبه، متأثراً بسيرته الذاتية، لـ"يكتب عن شخصيات اختزنها من تجربته، التي عاشها، خاصة في الطفولة في أرض اضطر أن يرحل عنها... خاصة عندما تعرض إلى منع قسري من الامتداد في المكان". فتصبح القدس ذاكرة مفقودة مجسدة في شخصية المسافر في روايات جبرا. بدأها برواية "صيادون في شارع ضيق" (1960)، بطلها؛ جميل فران، سافر عام 1949 إلى بغداد، ليعمل في التدريس، سافر بجرحين؛ جرح سقوط القدس؛ وجرح قصة حبه. ليتألم قائلاً: "ما عدت أستطيع أن أذكر ملامح أية مدينة في العالم، سوى مدينة واحدة. مدينة واحدة أذكرها، أذكرها طيلة الوقت. تركت جزءاً من حياتي مدفوناً تحت أنقاضها، تحت أشجارها المجرَّحة، وسقوفها المهدمة". بهذا يكون البطل عاجزاً عن التعبير عن رغبته في العودة إلى القدس، وهي الرغبة التي نضجت لتظهر بقوة في الرواية التالية لجبرا. فتصبح القدس حلماً يشير إليه أبطال رواية "السفينة" (1970)، ويدورون طوال الرواية على متن السفينة على أمل أن يحققوا هذا الحلم، وبينهم البطل وديع عساف غارق في ذكريات طفولته في القدس، وحبه الأول لابنة العطار، فوديع أقسم أنه سيعود إلى القدس، "بشكل ما، غازياً، أو متلصصاً، أو قاتلاً، حتى لو قتيلاً على صخرة".

تتطور أحلام جبرا بالعودة، فيكتب روايته "البحث عن وليد مسعود" (1978)، وهو أنضج وأجرأ شخصيات جبرا، إذ يعود إلى القدس، بالفعل، لا يعود هو بشخصه، بل يسجل ذكرياته على شريط، ويختفي، وكأنه بذلك يمنح كل معارفه وأصدقائه الفرصة ليعودوا إلى القدس من خلال استماعهم إلى الشريط، إلى تلك الأيام، وتلك المدينة، ليستعيدوا روح صباهم، عن طريق حكايات القدس القديمة. وبهذا، ففي تلك الرواية تتحول الذاكرة من ذاكرة مفقودة إلى ذاكرة حية، ورغم اختفاء وليد، فإنهم همسوا، في النهاية، أنه سيعود. فوليد هو الشخص الخاص الذي يحمل عبق الوطن، القنطرة التي عبرها الآخرون، ليصلوا إلى مدينتهم.

ليعيش جبرا حنيناً لدرجة أتعبته، وجعلته يتبع تلك الروايات الثلاث برواية "الغرف الأخرى" (1986)، عن بطل فقد هوِّيته، وتاه في مكان لا يعرفه، حتى اسمه لا نصل إليه.

تتشابه مع شخصيات جبرا رواية "الوناس عطية" (2006) للكاتب حسن حميد، الذي يعيش في سوريا. فبطلنا "الوناس" موجود خارج فلسطين، إلا أنه ممتلئ بحنين خاص إلى القدس، حتى أنه اقترح على المرأة التي أحبها أن يقوما بزيارة إلى القدس، بعد الزواج، واختلفت مواقف شخوص الرواية من هذه الرغبة. فرأى بعضهم أن زيارة القدس قد "ترمم جراحنا"، أو "نموت مرة أخرى". أما حبيبته فرأت: "لأجلهما معاً.. وأشياء أخرى". لتظل خريطة فلسطين، المنسوجة على قطعة خيش كاكية اللون، مع الوناس عطية، بعد أن أهدتها إليه طفلة صغيرة ذكرى للحلم.

ويعيش الكاتب الفلسطيني طلال حمَّاد هذا الحنين بنفسه، وهو المولود بالقدس القديمة، والذي لجأ إلى الجزائر، إلى أن سمح وزير داخليّة تونس عام 1977 له بالعمل في دائرة الثقافة والاستقرار بتونس، ومنذ ذلك الوقت بث حماد حنينه في كتاباته بادئاً، بشهادات على باب القدس (1985). فيقول عبر نثرياته، تحت عنوان "لن يُغلق باب مدينتنا": "وها أنذا ما زلت حيّاً.. ولم أمت منذ ستين عاماً.. أو تزيد في دفاتر وكالة غوث اللاجئين.. وأكياس الطحين.. والبقج الغريبة.. من شعب الولايات الهجينة.. وفي سجلات الحدود المسيّجة تترصّد العابرين.. تُرى هل يعرفون إلى أين! غير مذبح الرّوح التي تقاوم المقصلة؟ فكيف وإلى متى سيغلقون أبوابها من أمامي؟ أنا الآن، وغداً، وفي كلّ زمن، في القدس!!!". هو حماد، الذي "راح يفكّر بصمت، في سرّ اختزان القدس، التي كانت تسري في دمه هادئة، بطيئة، بصمت هي الأخرى، أحزانها أيضاً، وليس أسرارها فحسب"، لذا كتب روايته الأولى، التي لم تصدر بعد عن حنينه إلى القدس بعنوان "ما لم أقله لأحد بعد: الطريق إلى القدس؟".

مجتمع المدينة:
ليس كل الحنين للقدس نفسها، فبطل رواية "موتِي وقط لوسيان" (1998) للكاتب محمود شاهين، يحن إلى نفسه، أيام كان في القدس. فالرواية عبارة عن رسالة البطل إلى صديقته لوسيان، يعتذر فيها عما بدر منه، حين رفض أن يدفن قطها، الذي أسمته على اسمه، وأخبرها أن تلقي بقطها الميت في القمامة! عنى البطل بذلك أنه هو الذي يستحق سلة القمامة - وليس قط مسكين يحمل اسمه- بعد أن فر من جنود احتلال (1967)، وترك حبيبته، ليخرج إلى آلام المنفى، بعيداً عن القدس، فيقول: "صبرا اختصار شقاءك، فاركن إليها، صبرا اختصار موتك. رمز مسافات العذابات فيك". ويتساءل لعلَّ المنفى غيَّره، هو الذي كان في القدس، يرضع من الحيوانات، فهو "ابن الأغنام، ابن الجبال، والبوادي، والشقاء"، فـ"ذات يوم قبل احتلال عام 67، كان لدينا كلب جميل أسود"! لكن هاهو بعد الغربة يتغير، ويريد أن يلقي بالقط الميت في القمامة.

قد لا يكون الحنين إلى أيام إنسانيتك في القدس، بل إلى أناس عرفتهم، فيكتب مجيد منيب إلياس - وهو روائي من عرب 1948، مهاجر إلى فرنسا- عن بطل في رواية "البندوق" يعيش في أوروبا، إلا أنه يفتقد أصدقاءه، الذين تعرَّف عليهم في الجامعة، في القدس. وأصدقاؤه الثلاثة هم عثمان الفلسطيني، و"إليانة، وأفيشالوم اليهوديان". وتدور الرواية حول هذا الأثر المهيمن لعثمان على البطل، فعثمان الوحيد من بين أصدقائه الذي عاود الظهور للراوي، في غربته في أوروبا، كشبح، وذلك رغم انتحار عثمان، مما يعني أن الروائي مسكون بالعروبة، خاصة وهو أحد أبناء عرب 1948 المسجونين في حدود (إسرائيل)، والذي رمز بذلك إلى أن من بين أصدقاء الراوي "اليهود" والعرب في القدس، فإن عثمان العربي، هو الذي عاود تشكيل ذاته، وعاد إلى الحياة بعد موته. وأغلب الظن أن عثمان هو رمز لمدينة البطل المفقودة، ولأيام شبابه، وانطلاقه في القدس. وفي النهاية نجد أن حنين الراوي إلى القدس قوي، لكنه لا يستطيع البقاء في القدس، "لأن الجميع تشرذموا.. كيف نعود إلى دنيا اختفى منها ماضينا؟". هذه هي القدس، التي حتى لو عاد إليها، كمكان، فلن يعود إلى جوهرها الحقيقي.

فعرب 48 سُكنوا بالقدس، هم الموجودون داخل حدود بلادهم المحتلة، لكنهم يشعرون بحنين إليها، كمثال إميل حبيبي الحيفاوي، ابن عرب 48، الذي كتب في قصة "وأخيراً نور اللوز" عن رجل قاطع أصدقاءه، وأصبح وحيداً، بعد احتلال1967، لكنه، فجأة، يستعيد ذاته، عندما يتذكر لقائه في القدس بفتاة أحبها، وتعاهدا على أن يحتفظا كل منهما بفرع من شجرة اللوز، وأن يلتقيا، في الربيع القادم، حين ينوِّر اللوز. وبهذا مثَّلت القدس في ذاكرته براءة أيامه الأولى، كما مثلت له امرأة لا تزال على عهدها، تلك المرأة التي كان بحاجة للتفكير فيها، ليستعيد ذاته، ومدينته المفقودة.

ذلك هو حنين الباقين داخل فلسطين، الذين يعانون من شعور الفقد، فهم الموجودون داخل الوطن، جغرافياً، لكنهم المحرومون منه، نفسياً. وذلك ما جعل سامية فراس، تكتب روايتها الأولى الإلكترونية، على شبكة الإنترنت، حول حنين امرأة إلى القدس، رغم أن سامية لا تزال تقطن فلسطين! لتصبح رواية سامية "حارة السعدية" (يونيو/ حزيران 2008) رواية بعبق القدس، وحورايها، ورائحة الثوم، والبندورة، نستعيد معها، من خلال ذكريات امرأة منفية، تلك الحارة، بكل ما يعيش فيها من شخوص تبدو حقيقية من تراب المدينة، حيث "النسوة يشاهدن من فوق أسطح البيوت العالية بيوتهن في القدس الغربية... أي حب هذا الذي يجعلك تفرح بما مضى، وكأنه فرح الآن!".

فالقدس مثَّلت أحلاماً للكثيرين، منهم نجوى قعوار، المولودة في الناصرة، والتي تعلمت في دار المعلمات بالقدس، فلم تتمكن قعوار من تجاوز حنينها إلى القدس، هي التي لم تكتب عملاً كاملاً عن القدس، لكن حين أتيحت لها فرصة للترجمة إلى الإنجليزية، اختارت مجموعة من قصصها، وأسمتها "حجارة القدس الوردية" (2002)، لتبث حنينها إلى مباني القدس، المشهورة بأحجارها الوردية. كما عكست بشرى أبو شرار، التي تقيم في الإسكندرية، حنينها في قصة "حقيبتي الغائبة" - ضمن مجموعة "القلادة" (2002)- من خلال سائق مصري بسيط، أعاد لها حقيبتها، على أمل أن تعطيه ميدالية مفاتيحها، المنقوش عليها صورة القدس.

ويغلب صوت الراوي الطفل على الأعمال الروائية الفلسطينية، لأن أغلب هذه الروايات عبَّرت عن سيرة الأدباء أنفسهم، الذين حملت طفولتهم ذكريات لتلك المدينة المبعدين عنها، كما رمزوا في أغلب أعمالهم للقدس بالمرأة، أو بقصص الحب، لما تحمله عاطفة الحب من إشارة إلى حقيقة إحساسهم بها، وسطوتها عليهم. لتصبح القدس مدينة الحنين، سواء للفلسطينيين المبعدين عن دولتهم، أو هؤلاء المقيمين فيها، الباقين في أماكنهم نفسها، والموقنين، رغم ذلك، بأنهم ليسوا في عالمهم الحقيقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ghoulfou.yoo7.com
 
{{{{القدس وروايات الحنين}}}}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي راس العيون :: أدب وشعر :: الروايات-
انتقل الى: